أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية

6 أمور تؤدي لعدم انتظام الدورة الشهرية

يُعدّ انتظام الدورة الشهرية من علامات الصحة الجسدية لدى النساء، حيث تشير الدورة الشهرية المنتظمة إلى توازن جيد في الهرمونات وصحة الأعضاء التناسلية. إلا أن العديد من النساء قد يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية، ما قد يؤدي إلى تأخر الدورة، أو تكرارها بشكل غير منتظم، أو حتى انقطاعها تمامًا. تعد هذه الاضطرابات شائعة وتؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة والصحة العامة للنساء. في هذا المقال، سنستعرض 6 عوامل رئيسية قد تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية.

1. الاضطرابات الهرمونية

الهرمونات هي المحرك الأساسي للدورة الشهرية، وأي خلل في التوازن الهرموني قد يؤدي إلى اضطراب الدورة. من أبرز الهرمونات التي تؤثر على الدورة الشهرية: الإستروجين والبروجستيرون. قد تحدث اختلالات هرمونية نتيجة لعدة أسباب مثل:

• متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): هذه الحالة تؤدي إلى زيادة مستويات هرمونات الذكورة مثل التستوستيرون، ما يسبب اضطرابًا في عملية الإباضة، وبالتالي يتعذر حدوث الدورة الشهرية بشكل منتظم.

• ارتفاع أو انخفاض مستوى هرمون البرولاكتين: يُعد هذا الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب في الثدي، وإذا ارتفعت مستوياته بشكل غير طبيعي، فقد يؤثر ذلك على إنتاج الهرمونات الأخرى المسؤولة عن الدورة الشهرية.

• اضطرابات الغدة الدرقية: سواء كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط أو منخفضة النشاط، فإنها قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الدورة الشهرية، بما في ذلك التأخر أو التوقف التام لها.

2. التوتر والضغوط النفسية

من المعروف أن التوتر النفسي له تأثيرات بعيدة المدى على صحة الجسم، ويعد تأثيره على الدورة الشهرية من أبرز التأثيرات. يؤدي التوتر المستمر إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن الاستجابة للضغط النفسي. يُمكن أن يتسبب هذا الارتفاع في الكورتيزول في تغييرات في عمل الهرمونات الأخرى مثل الإستروجين والبروجستيرون، ما يعرقل انتظام الدورة الشهرية. كما أن التوتر يمكن أن يؤثر أيضًا على نمط النوم، التغذية، والنشاط البدني، مما يزيد من تفاقم المشكلة.

3. النظام الغذائي والتغذية غير المتوازنة

الطعام الذي نتناوله له تأثير كبير على صحة الدورة الشهرية. إذا كانت المرأة تعاني من نقص في التغذية أو زيادة الوزن بشكل كبير، قد يؤثر ذلك سلبًا على هرموناتها، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية. من أبرز العوامل الغذائية التي تؤثر على الدورة الشهرية:

• نقص الوزن أو فقدان الشهية: يؤدي نقص الوزن بشكل حاد إلى تقليل مستوى الدهون في الجسم، ما قد يؤثر على إنتاج الهرمونات المسؤولة عن الإباضة، وبالتالي يعطل الدورة الشهرية.

• السمنة: من ناحية أخرى، فإن السمنة تزيد من مستويات هرمون الإستروجين في الجسم، ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة كثافة الدورة الشهرية أو غيابها.

• النظام الغذائي الغني بالسكر والكربوهيدرات المكررة: هذا النوع من النظام الغذائي قد يؤدي إلى اختلالات في مستويات الأنسولين، وهو ما يرتبط بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) واضطرابات الدورة الشهرية.

4. ممارسة التمارين الرياضية المفرطة

بينما تعتبر التمارين الرياضية جزءًا أساسيًا من الحفاظ على الصحة العامة، فإن الإفراط في ممارستها يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الدورة الشهرية. النساء اللواتي يمارسن الرياضات ذات الحمل الثقيل مثل الجري أو رفع الأثقال بشكل مفرط قد يواجهن تغييرات في دورة الحيض. يحدث ذلك بسبب أن الجسم في حالة إجهاد مستمر، مما يؤدي إلى اضطراب هرموني قد يوقف الإباضة أو يؤخر الدورة الشهرية. من جهة أخرى، يمكن أن تؤدي ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط إلى نقص الدهون في الجسم، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان دورة شهرية منتظمة.

5. العوامل الوراثية والتاريخ العائلي

في بعض الحالات، قد تكون اضطرابات الدورة الشهرية ناتجة عن عوامل وراثية. إذا كانت الأم أو الأخت قد عانين من مشاكل في انتظام الدورة الشهرية، فإن احتمالية تعرض المرأة لهذه المشكلة قد تكون أعلى. على سبيل المثال، هناك علاقة بين متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) والوراثة، حيث يتكرر حدوثها في بعض العائلات. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر بعض الحالات الوراثية الأخرى مثل مشاكل الغدة الدرقية أو نقص بعض الأنزيمات في انتظام الدورة الشهرية.

6. استخدام وسائل منع الحمل

تعد وسائل منع الحمل من العوامل التي تؤثر بشكل كبير في الدورة الشهرية. العديد من النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية قد يلاحظن تغييرات في دورتهن الشهرية، مثل التوقف المؤقت للدورة أو حدوث نزيف غير منتظم. على الرغم من أن معظم هذه التأثيرات تكون مؤقتة، إلا أن البعض قد يواجه مشاكل مستمرة تتطلب استشارة طبية. من وسائل منع الحمل التي قد تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية:

• حبوب منع الحمل: بعض أنواع حبوب منع الحمل قد تؤدي إلى توقف الدورة الشهرية أو إلى نزيف غير منتظم.

• الحقن الهرمونية: قد تؤدي هذه الطريقة إلى تغييرات في الدورة الشهرية، بما في ذلك انقطاع الدورة لفترات طويلة.

• اللولب الهرموني: يمكن أن يسبب اللولب الذي يحتوي على هرمونات تغييرات في طبيعة الدورة الشهرية، مثل تقليل حجم الدورة الشهرية أو زيادة النزيف.

الخاتمة

إن عدم انتظام الدورة الشهرية ليس حالة نادرة، بل هو موضوع يثير قلق الكثير من النساء في مختلف الأعمار. تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه المشكلة، بدءًا من الاضطرابات الهرمونية وانتهاءً بالعوامل النفسية والتغذوية. من المهم أن تتحلى المرأة بالوعي الكافي حول العوامل التي قد تؤثر على دورتها الشهرية، وأن تستشير الطبيب عند مواجهة أي تغيير ملحوظ في الدورة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الاهتمام بالصحة العامة، والتغذية المتوازنة، والنوم الجيد من الأسس التي تساهم في انتظام الدورة الشهرية.